أقدمتشركة «فيراري» على خطوة مهمة على صعيد تحديث أحد طرازاتها الأساسية، سيارة«فيراري 599 جي تي بي» التي تبلغ سرعتها القصوى 205 أميال في الساعة بحيثارتفع سعرها 14 ألف جنيه إسترليني ليصبح 207.194 جنيها. والطراز الجديديدعى «فيراري 599 جي تي بي فيورانو». هذا الطراز المعدل من «فيراري» خضعإلى بعض اللمسات التجميلية، منها مثلا العجلات الكبيرة التي استقي شكلهامن سيارات السباق، والمظهر الخارجي الجذاب، والمقصورة الداخلية الفخمةالموفرة لجميع متطلبات الرفاهية، والهدير المذهل الذي يصدره المحرك لدىالتسارع، أو بلوغ السرعات القصوى.
العيبالوحيد في هذه المركبة الرائعة أنها ليست في متناول الجميع، بل نخبة قليلةمن الميسورين، كما أنها تفتقر إلى عجلة خامسة إضافية لزيادة سعة صندوقالأمتعة الخلفي الذي هو أصلا بحجم ممتاز. غير أن هندستها معقدة، مع ظمأشديد للوقود، على الرغم من تحسين استهلاكها بنسبة 16 في المائة مقارنةبالطراز الأساسي الذي جرى تعديله. وباتت حاليا متوفرة في أوروبا بشكلهاالجديد الذي يبهر الأبصار وأدائها الذي يخطف الأنفاس.
هذهالسيارة الجديدة هي طبعا من فئة السيارات القليلة التي يطلق عليها لقب«المتفوقة» نظرا إلى سرعتها العالية التي تفوق 210 أميال في الساعة،وقوتها الكبيرة التي يؤمنها محرك سعة ستة لترات بقوة 620 حصانا مكبحيامتحدرا من محرك طراز «إنزو» أقوى سيارات «فيراري» قاطبة وحاملة لواءالقيادة فيها. ومثل هذه المركبة بمثل هذه القوة تتطلب لعجلاتها الكبيرةقياس 20 بوصة أقراص مكبحية بحجم أطباق الطعام، وهذا أحد الأمور التينقلتها «فيراري» من تقنياتها في سباقات «الجائزة الكبرى» (فورميولا واحد)إلى هذه السيارة الجديدة الفريدة التي تعتبر صفقة ناجحة جدا عند شرائها،مقارنة بمنافستها سيارة «مرسيدس ماكلارين» التي يبلغ سعرها 325 ألف جنيهإسترليني.
وبمقدور«فيراري» أن تحقق على الطرق المستقيمة سرعة تصل إلى 125 ميلا في الساعةانطلاقا من الصفر خلال 11 ثانية فقط وذلك بفضل التغيير السريع لناقلالحركة المركب على عامود القيادة على شكل دواستين للأصابع. أما التسارع منسرعة صفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة فيستغرق 3.7 ثانية فقط. ولدى تحويلالسيارة إلى نمط القيادة الرياضية النشيطة يمكن إنجاز نقل السرعة من مرتبةإلى أخرى خلال 85 ملي ثانية فقط.
وبالنسبةإلى العين المتفحصة يمكن ملاحظة أن شعار «فيراري» الشهير في المقدمة باتمن المعدن المصقول بدلا من الكروم فضلا عن ان الألياف الكربونية أخذت تحتلحيزا أكبر في المقصورة، على الرغم من أن بالإمكان طلب المزيد من الجلدالفاخر بدلا من ذلك.
والأمرالمميز في الداخل هو السطح الأبيض لعداد دورات المحرك (بدلا من الأحمر أوالأصفر)، والتطريز الجميل لشعار «فيراري» (الحصان الجامح) الموضوع علىالمقعد الخلفي. ويمكن كخيار إضافي طلب أحزمة أمان للمقاعد رباعية الأطراف.وأصبحت أنابيب تصريف غاز العادم الآن بلونين بدلا من لون واحد في الوقتالذي أصبح لون ناشر الهواء، الواقع تحت المصد الخلفي الذي يستخدم الهواءلتثبيت السيارة على الطريق في السرعات العالية، أسود. ومن ضمن الإضافاتالجديدة التي أدخلت على السيارة لتسهيل السيطرة عليها في السرعات الكبيرةتخفيض خلوصها الأرضي (ارتفاع أسفلها عن سطح الأرض) بمقدار سنتيمتر واحد،مع تزويدها بإطارات «بيرلي بي زيرو» المصنوعة بشكل يجعلها أكثر التصاقابالأرض.
تستمدالسيارة قوتها الكبيرة من محركها الذي يدور بسرعة قصوى تصل إلى 8400 دورةفي الدقيقة، ومن اسطواناتها الـ12. وذلك يجعل عزم الدوران الأقصى يصل إلى448 رطل/ قدم لدى دوران المحرك بسرعة 5600 دورة في الدقيقة. وهناك برنامجكومبيوتري جديد يجعل المحرك أكثر استجابة لمتطلبات السائق، سواء فيالسرعات العالية، أو السرعات المحدودة داخل المدن، إذ يتولى هذا البرنامجلجم سرعة السيارة عند اللزوم، إذا كان سائقها يقودها مثلا على الطرقالسريعة البريطانية حيث السرعة القصوى 70 ميلا فقط. ويضيء مصباح مركب علىأعلى المقود ـ على نسق سيارات «الفورميولا 1» ـ يعمل بالصمام الثنائيالمصدر للضوء LED الأقوى بكثير من المصابيح العادية بتسارع سريع مبينا أنعلى السائق التحول سريعا إلى السرعة التالية من تروس السرعة، وفقا لظروفالقيادة. وكل ذلك مصحوب بهدير يشبه الإعصار يمكن سماعه بوضوح من الخارج.وقد عززت صلابة نظام التعليق الأمامي بنسبة 17 في المائة عن السابقوالخلفي بنسبة 15 في المائة، مدعوم كل ذلك بقضبان مانعة للتأرجح، وبنظاممغناطيسي لجعل المركبة أكثر استجابة ونشاطا على الرغم من وزنها الكبيرالبالغ 1690 كيلوغراما.
أمابالنسبة إلى المنعطفات فهي تتعامل معها بدقة أكبر مع إمكانية توليد قوة«جي» أكثر كما هو الأمر مع الطائرات المقاتلة (مع الفارق الكبير بينالاثنتين). وعندما خضعت هذه السيارة للتجربة من قبل سائق سباق خبير أثبتتأنها أسرع بـ0.6 ثانية فقط من سابقتها السيارة الأساس التي تطورت منها،مما يعني أن السيارة السابقة مركبة ممتازة أيضا.
وتقدر«فيراري» أن السيارة تولد نسبة 8% أكثر من القوة الجانبية، ومع أن قوةالدفع مركزة كلها على العجلتين الخلفيتين فانه يمكن تحسس أي انزلاق قديحدث بشكل مسبق وأفضل مما لو كانت السيارة رباعية الدفع.
ولدىسحب الدواسة المركبة على عمود القيادة بالأصابع يمكن تغيير نسب سرعةالتروس درجات عديدة في كل مرة، كالانتقال مثلا من السرعة الرابعة الىالسرعة الثانية في عملية سحب واحدة. وهي لدى قيادتها على الطرق العاديةبسرعة معتدلة يمكنها ان تحدث بعض التأرجح، ولكن حالما تدخل حلبات السباقبمقدورها تحسس انك تقوم بإدارة المقود بسرعة، فتقوم فورا بتقسية نظامالتعليق وبسرعة كبيرة. وهناك مفتاح «مانيتو» على عجلة القيادة الذي يتيحلك اختيار درجات مختلفة من أساليب المساعدة كزيادة استجابة دواسة البنزينمثلا، كل ذلك وفقا لحال الطريق ومستوى مهارة السائق. وهناك حتى أسلوب مخصصللمساعدة على القيام بالسباقات على الطرقات التي يغطيها الثلج، او الطرقالجافة والرملية وغيرها. وهناك أيضا نظام «سي تي إس» الذي يشغل نظامي دفعالمركبة وثباتها، مع وجود نظام آخر لمنع إقفال المكابح. ولدى التحول مننمط القيادة الرياضية الى نمط القيادة على حلبات السباق،
تتحولالسيارة اوتوماتيكيا الى افضل سرعة ترسية التي تكون عادة مرتبة أدنى منالمرتبة العادية. قيادة السيارات المتفوقة مثل «فيراري» يوحي للسائق كمتطورت هذه السيارات وأصبحت مجهزة بالعديد من الابتكارات الجديدة المعقدةالتي تبعدها عن القيادة البسيطة المتوفرة في السيارات العادية والسابقة.والسيارة فخمة من الداخل مع مقاعد تعدل كهربائيا بتنجيد جلدي مع حيز فسيحخلفي للأمتعة، وآخر أسفل النافذة الخلفية. وهي طبعا مجهزة بوسائل ملاحةالكترونية عبر الأقمار الصناعية، وعلب متعددة للقفازات وغيرها، وسقف يفتحعند الحاجة، ومقاعد يمكن طيها وغيرها الكثير.
وعلىالرغم من ارتفاع سعرها واستهلاكها الكبير للوقود مع التحسينات المستمرةللاقتصاد في استهلاكه، فإن هذه السيارة تظل تحفة يمكن الاحتفاظ بها عبرالسنين لتشكل سلعة من المقتنيات الثمينة بالنسبة إلى هواة جمع الأشياءالنادرة